مزاجك ايه؟
من طرف رقعه الشطرنج
علي طاوله اللعب بسط رقعه الشطرنج ,وضع
مقعدين واختار القطع السوداء وبدا في رصها ,الجنود ساتر في المقدمه كعاده الصغار
دائما يليهم صف الرتب الذي يتوسطه الملك كعاده الكبار دائما وعندما فرغ انتصب في
جلسته رافعا راسه مسندا ظهره علي مقعده واستعد للعب والهدف امتلاك قلبي القابع فوق
الطاوله.
كانت القطع البيضاء خياري الوحيد اخذت في
رصها كما تقتضي شروط اللعبه.
ما اردت اللعب قط ولكن قوه غامضه قادتني الي
الطاوله ربما نظره في عينيه اوحت بان هناك شيئا يستحق شيئا يعنيني وراء اللعبه.
من دون ان يمنحني اي خيار قرر بدء اللعبه,
حرك جنديين الي الامام منح كل منهما خطوه واحده, كان باستطاعته ان يحرك جنديا
واحداخطوتين ولكن الحصار فن يجيد استخدامه لذا استخدم قطعتين يباعد بينهما اربعه
جنود.
جاء دوري وحركت جنديين متجاورين لم اشا ان
ازج بجندي واحد سريعا في المجهول كما ان وجود الجندي جوار اخيه يمنحه قوه لا يحصل
عليها الفرد وحده.
لمست فيه حده الذكاء, النظر الثاقب,وتصيد
الثغرات.
بكل المقاييس كان يجيد اللعب الا ان استهتاره
بعقليه خصومه وتركيزه علي الهجوم فقط ساعدني كثيرا.
ما بين اقدامه و احجامه كنت احرك القطع علي
الرقعه بين تحركات ساذجه تنم عن جهل باصول اللعبه و اخري قويه نابعه عن تمرس.
بدات تنتابه حيره في تصنيفي و عندما تتفشي
الحيره في عقل خصمك تكون قد بدات طريق الرابحين.
ابطا اللعب كثيرا كان يتمهل في كل حركه ,ربما
اراد ابقائي اطول فتره ممكنه علي طاوله اللعب عندما استشعر عدم اهتمامي باللعبه.
احجم كثيرا ثم فاجاني –كما اعتقد- بهجمه قويه
انكسر علي اثرها جنودي.
منحته بعض التحركات الرابحه وعندما اطمان الي
انه المهاجم الوحيد واستشعر قرب الفوز منه , وكان وزيره علي وشك اصطياد حصاني كانت
ضربتي (كش ملك)
قلتها بعد ان حركت جنديا خطوه واحده وافقده
الامر اتزانه,لم يكن يتوقع مني اي هجوم وهو في نشوه انهيار دفاعي.
ارتبك كثيرا لكنه كان بارعا في اخفاء اضطرابه
و لذلك سرعان ما استعاد حالته العاديه وحاول استئناف اللعب و لكن في حاله دفاع.
حاول ان ينجو بالملك ولكنه لم يتوقف عن
محاولات الهجوم فقد اصبح الامر تحديا مهما لمن يعشق التحدي.
عندما كانت هناك لعبه واحده تبلغني تمام خطه
الفوز انسحبت ؛ احيانا يكون في الانسحاب شجاعه تفوق المواجهه.
ما اردت اللعب وما اردت ان اهزمه؛ لا مزيد من
الوقت الضائع ارضاء لغروري بهزيمته.
وقفت , ابتسمت دون حديث و ازحت مقعدي قليلا
للوراء ليمنحني مساحه للوقوف وقفه معتدله, تحسست صدري فلمست قلبي ينبض داخله نبضات
دافئه , لم يغادر صدري قط.
في ذهوله و اضطرابه وعناده وتحديه ومحاولاته
استئناف اللعب بجوله جديده ,انتشلت القلب القابع علي طاوله اللعب.
